لصكوك والسندات والأسهم هي أدوات مالية يتم التعامل بها في الأسواق المالية ونحتاج إلى أن نفرق بينهما؛ حتى نفهم طبيعة هذه الأدوات وخصائصها المميزة وسنقوم بالتفرقة بين الصكوك والأسهم من جهة، وكذلك الصكوك والسندات من جهة أخرى.
الصكوك والأسهم
الصكوك تشبه الأسهم من حيث أن كليهما يمثل ملكية أصول مدرّة لعائد، أو المشاركة في رأسمال مشروع مربح.
أما الاختلاف فهو من نواحٍ، منها:
1. أن هيكل إصدار الصكوك يجعل العائد عليها وثمنها في السوق أقل تقلبا، ومن ثم يكون قابلا للتوقع ومظنة الاستقرار.
2. الصكوك ليست دائمة دوام الشركة المصدرة لها كما هو حال الأسهم، بل إن لها أجلا يجري تصفيتها فيه بالطرق المنصوص عليها في نشرة الإصدار.
3. إن حامل السهم له عند التصفية نصيبه من أصول الشركة عند تصفيتها (وتسديد ما عليها من ديون) قل أو كثر، أما الصكوك فإنها مصممة، حيث تمكن حملتها من استرداد رأسمالهم أو قريبا منه عند انتهاء مدتها بصرف النظر عن قيمة أصول المصدر للصكوك أو قدرته على سداد ديونه للآخرين.
ومن جهة ثانية، فإن الفرق بين الصكوك والسندات يتمثل فيما يلي:
1. أن الصكوك قيمتها الاسمية ليست مضمونة على المصدر، ومن ثم لا تكون دينا في ذمة المصدر، وذلك بخلاف السندات.
2. ما يدفع على الصكوك ليس فائدة مرتبة على القيمة الاسمية وإنما هي ربح مصدره النشاط الذي استخدمت فيه أموال حملة الصكوك. أو الإيراد المتولد من الأصول التي يملكونها بموجب الصكوك.
ولعل الخلط بين الصكوك الإسلامية والسندات الربوية راجع إلى:
- ما بينهما من شبه من ناحية أن كليهما يصدر بقيمة اسمية.
- وأن للصكوك عائدا متوقعا مرتبطا بتلك القيمة الاسمية.
- وأن هيكل الإصدار يتضمن ترتيبات تقلل مخاطر التقلبات في ثمن الصك وتؤدي إلى استقرار المبلغ الذي يمكن لحامل الصك أن يسترده في نهاية مدته.
ولكن يبقى بينهما الفرق الجوهري وهو أن السندات ديون ربوية والقروض وثائق ملكية لأصل مولد لعائد أو استثمار مدر لربح. المزيد من التفاصيل حول الاستثمار العقاري من هنا
إن ثمرة الكشف عن هذه الفروق هو أن الصكوك بديل شرعي مقبول مرحليا في الصناعة المالية الإسلامية عن السندات التقليدية، وهي في الوقت نفسه تقريب لفكرة الأسهم، وهذا ما يوضح لنا طبيعة الصكوك بشكل واضح.
الصكوك والسندات :
1- الهدف: تصدر الصكوك لجمع الأموال لتمويل مشاريع معينة، في حين تصدر السندات لتمويل عمليات الإنفاق العام والاقتراض.
2- الطبيعة الشرعية: تتميز الصكوك بأنها تتبع الشريعة الإسلامية وتتماشى مع أحكامها، في حين أن السندات لا تخضع لأي شريعة دينية محددة.
3- التحكم في المخاطر: تتميز الصكوك بأنها تتحكم في المخاطر بشكل أفضل من السندات، حيث يتم تقسيم المخاطر بين المستثمرين والشركة المصدرة، بينما في السندات يتحمل المستثمر المخاطرة الكاملة.
4- الهيكلية: تتميز الصكوك بأنها تعتمد على عقود الإيجار والمشاركة والتملك، في حين تعتمد السندات على تحويل الديون إلى أدوات مالية تتمثل في أسهم أو سندات قابلة للتداول.
5- العائد: تختلف العوائد بين الصكوك والسندات، حيث يكون العائد على الصكوك ثابتًا، بينما يمكن أن يتغير العائد على السندات بناءً على تغيرات سعر الفائدة.
6- الإصدارات: تتميز الصكوك بإصدارها من قبل الهيئات المالية الإسلامية، في حين تصدر السندات من قبل الحكومات والشركات الخاصة.
يجب الانتباه إلى أنه على الرغم من وجود بعض الفروقات بين الصكوك والسندات، إلا أنهما يعتبران أدوات دينية مالية تستخدم لجمع الأموال، ويتم استخدام كل منهما حسب الاحتياجات والأهداف المالية للمستثمرين والمصدرين.
مرحبا بكم في جريدة وموقع كلام فور يو